عبد الله النعيمي: نجاح "فرسان التسامح" و"الكتابة الإبداعية" تشجع الوزراة على تقديم المزيد
أبوظبي - شهدت مبادرات الابتكار في مجالات التسامح الذي تتبناه وزارة التسامح نجاحات كبيرة من خلال التفوق الذي حققه برنامج فرسان التسامح، على مدى ثلاثة إيام بمشاركة 45 من الموظفين بالمؤسسات المحلية والاتحادية وعدد من طلاب الماجستير والدكتوراة بالجامعات الإماراتية، والذي نظمته وزارة التسامح في إطار المهرجان الوطني للتسامح تحت شعار "على نهج زايد"، ويأتي البرنامج الثاني من مبادرات الابتكار في مجال التسامح بتنظم ورش الإبداعات الأدبية في التسامح (الكتابة للطفل)، حيث شارك بها نحو 40 من طلاب جامعة الإمارات وجامعة زايد وكليات التقنية العليا الذي تم اختيارهم وفق اختبارات محددة لقياس مهاراتهم في الكتابة للطفل إلى قسمين رئيسين الأول يتعلق بقصة الطفل المرسومة، والثاني يتعلق بالقصة المكتوبة.
وقال السيد عبد الله النعيمي المدير التنفيذي للبرنامج الوطني للتسامح بالإنابة إن برنامج فرسان التسامح كأحد أهم مبادرات الابتكار في مجال التسامح يحظى برعاية واهتمام معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان عضو مجلس الوزراء، وزير التسامح، مؤكدا أن المشاركين في الدورة الأولى من البرنامج حضروا ورش عمل ودورات مكثفة على مدى ثلاثة أيام متتالية لتنمية خصائص التسامح لديهم، إضافة إلى حضور ورش نظرية وعملية حول التسامح، ويخضعون إلى تقيم شامل لقياس مدى اهتمامهم واستفادتهم مما قدمه البرنامح، مؤكدا أنه سيتم تكريم المتميزين من الذين أتموا البرنامج بنجاح بمنحهم شهادات تخرج من البرنامج كفرسان للتسامح بحضور معالي الشيخ نهيان مبارك.
وعن ورش الكتابة الإبداعية في التسامح للأطفال، قال النعيمي إن جهودا كبيرة بدأت قبل اشهر باختيار 40 موهوبا من طلاب وطالبات الجامعات الإماراتية حيث تم اختيارهم بناء على اختبارات حضرتها أعداد كبيرة من الطلبة الراغبين بالمشاركة وذلك بالتعاون مع إدارات الجامعات، مؤكدا أن إنجاز أعمال الكتابة الإبداعية يعني بالنسبة لوزارة التسامح بداية عمل جديد ومكثف مع المتميزين عبر إعداد ورش أكثر تخصصا لهم، لصقل قدراتهم ومن ثم إنتاج أعمال متميزة عن التسامح تعتمد على مفردات وتراث البيئة الإماراتية وتقدم للطفل، بدعم من الوزارة في عمليات الطباعة والنشر.
فرسان التسامح فخورون بالمشاركة في البرنامج
ومن جهة أخرى عبر المشاركون في " فرسان التسامح" عن سعادتهم بالمشاركة في البرنامج الذي قدم كما هائلا من المعلومات واكتسبوا من خلاله خبرات واسعة، مؤكدين البرنامح تم الإعداد له بشكل رائع وفق اسس أكاديمية راقية، مطالبين باستمراره على المدى الطويل.
فقال أسماء سعيد المعمري التي تدرس حاليا الدكتوراة بجامعة محمد الخامس بأبو ظبي إن المشاركة في برنامج فرسان التسامح يعد من المحطات المهمة بالنسبة لها، التي لا تتوقف فقط عن الحصول على معلومات وبعض الخبرات وإنما تتجاوز ذلك إلى أن يشعر كل مشترك أنه أصبح جزأ من فريق عمل التسامح وأن عليه دور تجاه مجتمعه واسرته، مؤكدة أن البرنامج قدم نماذج رائعة من التراث الإسلامي وكذلك من مواقف المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس الدولة وقدوتنا جميعا في مجال التسامح والتعايش واحترام الآخرين.
وأضافت أسماء أن اختتام اعمال البرنامج يعني بالنسبة لها بداية مرحلة جديدة تتعلق بدراسات أكثر تخصصا إضافة إلى دورها داخل المجتمع كإحدى رائدات التسامح.
أما النقيب سعيد عبد الله المسافرى فأكد أنه تم ترشيحه من القيادة العامة لشرطة أبو ظبي لحضور برنامج فرسان التسامح والذي كان فرصة مثالية بالنسبة له لتطوير قدراته وزيادة معارفه فيما يتعلق بقيم التسامح والتعايش وقبول الآخر واحترام التنوع والتعدد، وهو ما تعد دولة الإمارات العربية رائدة فيه على مستوى العالم، مؤكدا أن المغفور له باذن الله تعالي الشيخ زايد بن سلطان كان وسيظل المعلم الأول لكل إماراتي أو أي شخص زار الإمارات وأقام بها فيما يتعلق بتعزيز قيم التسامح والتعايش السلمي، فقد كانت له آلاف المواقف والأقوال التي تعد مثالا حقيقيا لمن يريد أن يتعرف على التسامح وفق القيم العربية والإماراتية الاصيلة.
فيما أوضحت اليازية أحمد سيف القاضي التي تدرس بجامعة السوربون ابو ظبي أن برنامج فرسان التسامح يعد واحدا من أهم الدورات التي التحقت بها، ليس فقط لأهمية موضوعاته أو تنظيمه الجيد من قبل وزارة التسامح وإنما لأنه حولها من مجرد مشاركة إلى شخص فاعل وقادر على ابتكار مبادرات وأفكار تساعد على تعزيز قيم التعايش المجتمعي، مؤكدة انها بصدد إنتاج فيلم تسجيلي عن التسامح يرصد أهمية التسامح ودوره في جعل المجتمع اكثر رخاءا واستقرارا وسعادة.
وقال محمد العتيبة "طالب جامعي" أن برنامج فرسان التسامح لم يقتصر على المواطنين فقط وإنما ضم اكثر من 10 جنسيات مختلفة ، وقدم البنامج موضوعات محددة منها التسامح في التراث العالمي، وفي التراث العربي والإسلامي، إضافة إلى ملامح التسامح في أعمال وأقوال ومواقف مؤسس الدولة الشيخ زايد بن سلطان طيب الله ثراه، وكذلك أعمال وأقوال أم الإمارات، وذلك من خلال ثلاث دورات مكثفة ، كما سمح القائمون عليه للجميع بتقديم افكار ومقترحات حول التسامح، وهو ما كان له الأثر الكبير في حيوية البرنامج ونجاحه.
الموهوبون في الكتابة للطفل عن التسامح يشيد بجهود وزارة التسامح
قالت الطالبة مريم سعيد الكعبي من جامعة الإمارات إن تخصصها في العلوم الإنسانية شجعها للتقدم لحضور هذه الورش المكثفة، لرغبتها في تطوير قدراتها على الكتابة الإبداعية للطفل، مؤكدة أن الورشة ركز على التدريب المستمر لتطوير أداء كل المشاركين، وركزت على تعريف كل واحد منا على أهم الأدوات والقدرات التي يجب أن يتميز بها الكاتب، خاصة إذا كان سيوجه رسالته للطفل، كما ركزت الورشة على تقديم نماذج جيدة من ادب الطفل على المستوى العالمي والتي حققت رواجا كبيرا على مستوى التوزيع، إضافة إلى إخضاع إنتاج كل منا للنقد الذي يرصد نقاط القوة والوضعف في كل نص من أجل التطوير، مؤكدة على أهمية هذه النوعية من الورش، ومشيدة بدور وزارة التسامح في هذا الصدد.
أما زينب على - طالبة علم النفس بجامعة زايد- فقالت إن اهم ما شجعها على الانضمام إلى الورشة هي رغبتها في تطوير أدواتها وموهبتها في الكتابة، وأنها وجدت في الورشة فرصة للتعرف على القواعد الرئيسية للكتابة للطفل وفق الرؤية العالمية والأعمال التي حققت انتشارا واسعا، موضحة ان الورشة كانت مفيدة لها على المستوى الشخصي لأنها فجرت في داخلها الرغبة في الكتابة وتقديم منتجها دون خوف للجمهور، وهو أمر مهم جدا بالنسبة لأي إنسان يرغب في أن يخطوا خطواته الاولى على طريق الابداع، مهنئة وزارة التسامح على النجاحات الكبيرة للمهرجان الوطني للتسامح بما في ذلك ورشة الكتابة الإبداعية لطفل.
ومن جانبه أكد الباحث البيئي بسام سعيد الذي تم ترشيحه من جامعة الإمارات أنه حرص على حضور الورشة بعدما لمس اهتماما كبيرا من قبل القائمين عليها لتطوير قدرات المشاركين الذين تم اختيارهم وفق قواعد معينة ترصد مستوى الاهتمام بالكتابة والموهبة ايضا، وهو ما تحقق بالفعل على مدى 16 ساعة عمل مكثف خلال يومين فقط، وهذا انجاز بحد ذاته، معبرا عن رغبته بأن تستمر هذه النوعية من الورش التي تتسم بالجدية والمنهجية في تناولها لموضوع الكتابة للطفل.